
الخرطوم : ون كليك نيوز
أكدت نتائج استطلاع للرأي العام السودان ان الحصار المضروب على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور يعد ” جريمة حرب” مكتملة الأركان .
و ظل الاستطلاع مفتوحا على الانترنت لمدة 5 ايام شارك فيه 60.359 من داخل السودان وخارجه بفئات عمرية مختلفة
الفاشر… ليست مجرد مدينة محاصرة، بل جرح ينزف في قلب السودان منذ أكثر من عامين، جرح تواطأ على تعميقه الرصاص والجوع والخذلان. هنا، حيث تتنفس البيوت على وقع القصف، وحيث أطفالٌ ينامون على بطون خاوية، وأمهاتٌ يطاردن السراب بحثًا عن لقمة أو جرعة دواء، تحوّلت الحياة إلى معركة يومية ضد الموت البطيء.
وفي وقتٍ يلوذ فيه المجتمع الدولي بالصمت، ويتباطأ الداخل في الفعل، قرر مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفية ودراسات الرأي العام أن يكسر حاجز الصمت، وأن يفتح نافذة للناس ليقولوا كلمتهم. أطلقنا استطلاعًا للرأي ظل مفتوحًا على الإنترنت لمدة 5 أيام، شارك فيه 68.359 مشاركًا من داخل السودان وخارجه، جميعهم ومن مختلف المهن والتخصصات والاقاليم والولايات حمّلوا ضمير العالم رسالة واضحة: ان الفاشر تختنق… والفعل العاجل ليس خيارًا، بل واجب حياة أو موت.. فكانت اجاباتهم كما يلي
أولًا – الواقع الإنساني:
لدى سؤال المشاركين عن وصفهم للوضع الإنساني في الفاشر، أفاد 90.2% بأنه “مأساوي جدًا”، و9.2% بأنه “صعب”، بينما رأى 0.6% أنه “مقبول”. هذه النتيجة تعكس إدراكًا شعبيًا واسعًا لحجم الكارثة، وأن المدينة تختنق تحت حصار خانق بلا أي ملامح لانفراج قريب.
ثانيًا – أوجه المعاناة:
في محاولة للتعرف على أبرز أوجه المعاناة اليومية، جاءت الإجابات على النحو الآتي: نقص الغذاء (88%)، نقص الدواء والخدمات الصحية (78.7%)، انعدام الأمن والتنقل (72.7%)، وارتفاع الأسعار (64%). هذه المؤشرات ترسم صورة “موت بطيء” حيث تجتمع البطون الجائعة مع الأجساد المريضة والطرقات المقطوعة.
ثالثًا – مقومات الصمود:
عند سؤال المشاركين عن قدرتهم على الصمود إذا استمر الحصار، أكد 33.8% عدم وجود مقومات كافية، ورأى 50.6% أن الصمود ممكن لكن بصعوبة شديدة، فيما أعرب 7.1% عن تفاؤلهم بالقدرة على الصمود أكثر. النتيجة توضح أن ساعة الصبر تقترب من النفاد وأن القدرة على التحمل محدودة زمنياً.
رابعًا – الجهة المسؤولة:
إليك إعادة صياغة الفقرة رابعًا – الجهة المسؤولة مع بعض التطويل والشرح والتحليل الموجز:
رابعًا – الجهة المسؤولة:
أظهرت نتائج الاستطلاع أن 91.6% من المشاركين يحمّلون قوات الدعم السريع المسؤولية المباشرة والأولى عن استمرار حصار مدينة الفاشر، في حين نفى 5.2% هذا الاتهام، وفضّل 3.2% البقاء على الحياد دون تحديد موقف. هذه النسبة العالية تمثل إدانة شعبية واضحة وصريحة، تعكس قناعة عامة بأن الحصار ليس نتيجة ظرف طارئ أو فراغ أمني، بل هو فعل مقصود تتحمل فيه قوات الدعم السريع العبء الأكبر. كما تشير الأرقام إلى محدودية تأثير الخطاب الذي يحاول توزيع المسؤولية أو تبرير استمرار الحصار، إذ أن المزاج الشعبي يتجه نحو تحميل قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن المعاناة الإنسانية المتفاقمة.
خامسًا – تحركات الجيش:
في محاولة لقياس تقييم المشاركين لوتيرة تحركات القوات المسلحة لفك الحصار، قال 32.3% إنها “بطيئة جدًا”، و39.4% إنها “بطيئة نسبيًا”، مقابل 16.1% اعتبروها “كافية”. الرسالة واضحة: الرأي العام ينتظر خطوات أسرع وأكثر حسمًا.
سادسًا – دور الحركات المسلحة:
عند سؤال المشاركين عن تقييمهم لأداء الحركات المسلحة في فك الحصار، وصفه 54.2% بأنه “فعال جدًا”، و30.3% بأنه ضعيف، و7.8% بأنه معدوم. النتيجة تكشف شعورًا عامًا بالخَذلان رغم بعض الإيجابيات.
سابعًا – الإعلام:
أظهرت النتائج أن 45.2% يرون أن الإعلام لم ينجح في عكس واقع الأزمة، و40.6% قالوا إنه نجح جزئيًا، بينما رأى 12.3% أنه نجح بشكل واضح. النتيجة تشير إلى أن الفاشر محاصرة إعلاميًا بقدر ما هي محاصرة عسكريًا.
ثامنًا – دور النشطاء:
في محاولة للتعرف على تقييم المشاركين لأداء النشطاء والمؤثرين على وسائل التواصل، تساوت النسب بين من رأوه إيجابيًا ومؤثرًا (29.9%) ومن وصفوه بالشكلية بلا أثر (29.9%)، فيما اعتبره 28.6% عاطفيًا قصير المدى. وهذا يؤكد أن التفاعل الرقمي وحده غير كافٍ لكسر الحصار.
تاسعًا – دور الحكومة السودانية دوليًا:
لدى سؤال المشاركين عن جهود الحكومة في تصعيد القضية دوليًا، أجاب 47.7% بأنها “محدودة وغير مؤثرة”، و24.5% بأنها “مقصّرة”، مقابل 20.6% فقط رأوها “كافية”. النتيجة تكشف عن ضعف القنوات الرسمية في حمل القضية إلى المحافل الدولية.
عاشرًا – أداء المجتمع الدولي:
أظهرت نتائج الاستطلاع أن 93.5% يرون أن المجتمع الدولي لا يقوم بواجبه تجاه إنهاء الحصار، مقابل 1.3% قالوا إنه يقوم، و3.9% قالوا “إلى حد ما”، و1.3% لا يعلمون. هذا يعكس إحباطًا شعبيًا واسعًا من ضعف التحرك الدولي وغياب الجدية.
حادي عشر – التدخل الدولي المطلوب:
في محاولة لمعرفة شكل التدخل الدولي الذي يتمناه المشاركون، جاءت المطالب كالتالي: إغاثة عاجلة (83.4%)، ضغط سياسي (45%)، تدخل عسكري أو حماية مدنية (13.9%). النتيجة تؤكد أن الأولوية المطلقة هي إنقاذ المدنيين فورًا.
ثاني عشر – دور القيادة الإقليمية في التنوير السياسي والإعلامي:
عند سؤال المشاركين عن دور القيادة الإقليمية لدارفور في تنوير المجتمع الدولي بالأزمة، قال 78.3% إنها لم تقم بدورها الكافي، و14.1% قالوا نعم، و7.6% كانوا محايدين. النتيجة تشير إلى أن صوت دارفور لم يصل للعالم كما ينبغي.
ثالث عشر – الضغط على الحكومة والمجتمع الدولي:
أظهرت النتائج أن 74.2% يرون أن القيادة الإقليمية لم تمارس ضغوطًا فعالة على الحكومة أو المجتمع الدولي، و17.4% قالوا إنها فعلت، و8.4% لم يحددوا موقفهم. الرسالة: غياب الضغط الفعّال يزيد الأزمة تعقيدًا.
رابع عشر – دور الجاليات:
في محاولة لقياس دور الجاليات السودانية بالخارج في حشد الرأي العام الدولي، رأى 55.8% أن دورها محدود، و20.1% أنه معدوم، و18.2% فقط اعتبروه فعالًا وكبيرًا. النتيجة تعكس ضعف الحشد الشعبي الدولي خارج السودان.
خامس عشر – جريمة حرب:
أفاد 98.1% من المشاركين في الاستطلاع أن حصار مدينة الفاشر يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، وفقًا لمعايير القانون الدولي الإنساني، مقابل 9.6% لا يوافقون على هذا التصنيف، و1.3% فقط قالوا إنهم لا يعلمون. هذا الإجماع شبه المطلق يعكس وعيًا شعبيًا عميقًا بخطورة الحصار، وما يسببه من انتهاكات جسيمة لحقوق المدنيين، بما في ذلك حرمانهم من الغذاء والدواء والخدمات الأساسية. كما تكشف النتيجة أن محاولات التبرير أو التقليل من شأن ما يحدث لم تنجح في تغيير قناعة الرأي العام، الذي يرى في هذا الحصار فعلًا ممنهجًا يرقى إلى مستوى الجرائم التي تستوجب المساءلة الدولية.
سادس عشر – المؤامرة الدولية:
عند طرح سؤال حول ما إذا كان ما يحدث للفاشر جزءًا من مؤامرة دولية، أجاب 81.2% بـ”نعم” بشكل قاطع، و13.6% قالوا “ربما”، بينما رفض 2.6% الفكرة تمامًا. هذه الأرقام تعكس شعورًا سائدًا بين غالبية المشاركين بأن الأزمة ليست مجرد صراع داخلي، بل أن هناك أطرافًا خارجية قد تكون لها مصلحة في إطالة أمد الحصار أو توظيفه لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية. هذا الإحساس بالمؤامرة ينبع من تراكم الخبرات السلبية مع المواقف الدولية السابقة، ومن القراءة الشعبية لبطء أو غياب التحرك الجاد من القوى الكبرى والمؤسسات الدولية.
سابع عشر – أهمية الفاشر:
في محاولة لفهم سبب اهتمام قوات الدعم السريع بالمدينة،.ولى منح مزيد من الخيارات في الإجابات اعتبر 87.7% أن الفاشر مركز استراتيجي، و69% مركز ضغط سياسي، و49.7% مركز إمداد عسكري. الخلاصة: سقوط الفاشر يعني خنق دارفور والسيطرة على غرب السودان.
ثامن عشر – تداعيات الحصار:
أظهرت نتائج الاستطلاع أن 88.4% من المشاركين يعتقدون أن استمرار حصار الفاشر قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة وامتدادها إلى مناطق أخرى في دارفور، مقابل 6.5% فقط يرون أن ذلك غير محتمل. هذه النتيجة تؤكد إدراكًا واسعًا لخطورة الوضع، إذ أن انهيار الوضع الإنساني والأمني في الفاشر قد يخلق فراغًا خطيرًا يسمح بانتشار الفوضى، ويؤدي إلى موجات نزوح جديدة، وربما إلى مواجهات أوسع بين الأطراف المتحاربة. كما تكشف النتيجة عن قناعة عامة بأن الأزمة في الفاشر ليست معزولة، وأنها تحمل في طياتها تهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي في غرب السودان.
تاسع عشر – الحلول المقترحة:
لدى سؤال المشاركين عن الحل الأمثل لفك الحصار، أجمعت الآراء على الحل العسكري الحاسم، مع دعم القوات المسلحة والحركات المساندة، وفتح ممرات إنسانية، وفرض عقوبات على داعمي قوات الدعم السريع، وتصنيفها منظمة إرهابية.
ختاما : هذا الاستطلاع ليس مجرد أرقام، بل وثيقة إدانة وصرخة من قلب دارفور تقول: كفى صمتًا… الفاشر تنادي.