
الخرطوم : ون كليك نيوز
سامي دفع الله يكتب : ( الاخلاق والجنيه السوداني ) .. علاقة طردية*
*كان* السوداني يُضرب به المثل في الصدق والأمانة حتى في البلاد البعيدة حيث الكلمة كانت عقداً واليمين كان أوثق من أي ورقة مختومة.
الشهامة لم تكن مجرد صفة بل أسلوب حياة
كنت تقف مع الجار قبل أن يطلب وكنا نؤثر الغريب على انفسنا ولو كنا في ضيق.
كانت الأبواب تُترك مفتوحة دون خوف وكانت الثقة بين الناس رأس المال الحقيقي الذي لا يتأثر بانخفاض الجنيه ولا بارتفاع الدولار.
في ذلك الزمن كانت الأخلاق هي العملة الوحيدة التي لا تتغير قيمتها.
*الحاضر السوداني بقي بستخدم كنا وكنا لانو ماضينا احسن بكتيييير من حاضرنا والخوف يكون احسن من مستقبلنا كمان*.
الجنيه السوداني لما وقع ما وقع براهو وقع معاهو الصدق والأمانة والشهامة.
بقت الأخلاق بتتباع في السوق زي *الزيت* يا إما ناقصة يا إما مغشوشة.
حتى كلمة *“السوداني”* بقت زي الشيك بدون رصيد.
فبقى المجتمع عايش في مدرسة جديدة
النصب = ذكاء
الاحتيال = شطارة
وأكل حق الناس = دا زول معلم ومفتح ياخ
ازداد الناس براعة في صناعة أزماتهم الاخلاقية قبل الاجرامية.
نصب هنا
كذبة هناك
والتحايل في كل مكان.
فإذا كان الجنيه مات اقتصاديًا فالأخلاق ماتت معنويًا
*السؤال الآن*
هل نستطيع إصلاح الاقتصاد و ترميم أخلاق الناس؟
فهل يمكن أن نُصلح الاثنين معًا؟
أم أننا نحتاج أولاً إلى تضميد جراح الاقتصاد حتى تعود الأخلاق إلى رشدها؟
أم أن المصيبة الحقيقية أن الاثنين سقطا معًا ولن يعودا؟
الجنيه في السوق والأخلاق في القلوب.
*ناشفة*
اذا داير شهادة جامعية متوفرة
لا لا تقرا شنو وتجتهد شنووو
كل العليك تعملوا تقل جيبك بس
*قاطعة عامة*
حاليا بقي تدني الاخلاق في التجارة في الازمات
في ازمة اعمل ندرة وخزن طوالي
في وباء خزن وارفع سعر الدواء وهكذا
فلس وتدني اخلاق حاصل ودرب بندول واصل
*اللهم اجعل لأخلاق السودانيين دارًا غير هذه الدار فقد أصبحت غريبة بين أهلها*