مقالات

الولاية الشمالية : عجز القادرين عن التمام

الخرطوم  : ون كليك نيوز

 

 

كتب الأستاذ عبد الماجد عبد الحميد  ( الولاية الشمالية .. عجز القادرين علي التمام  )

تشليع المشاريع المصاحبة لسد مروي .. إهمال أم مؤامرة ؟

عدت خلال الأسبوع الماضي إلي الولاية الشمالية والتي غبت عنها لسنوات .. كنت في زمان مضي ضيفاً راتباً علي الشمالية كغيري من الإعلاميين والصحفيين الذين كانوا ضيوفاً منتظمين وزائرين شبه منتظمين لكل مراحل إنشاء سد مروي هذا الصرح التنموي الضخم الذي أحدث تغييراً هائلاً في مسرة وسيرة الاقتصاد والإنسان السوداني وكان مأمولاً ومنتظراً أن يكون هذا التغيير ثابتاً ومستقراً لولا بعض الأحوال والظروف والتعقيدات التي سنعرض لها خلال حلقات نستعرض فيها التحديات التي تأخذ بتلابيب الولاية الشمالية عامة وسد مروي والمشاريع المصاحبة له خاصة والتي تتعرض لهجمة منظمة ومنتظمة بغرض التخلص منها وتشليعها عبر عدة سيناريوهات وحكايات ظاهرها فيه الرحمة وباطنها العذاب !!

بعد كل هذه السنوات يمكن لمن تابع مسيرة إنشاء سد مروي منذ البداية أن يتساءل : هل يتعرض سد مروي لإهمال أم مؤامرة ؟!

من يتحمل حالة الضعف والوهن وربما الموت السريري التي تعيشها بعض المشاريع المصاحبة لسد مروي وهي مشاريع تم تصميمها لصالح إنسان المنطقة وبخاصة الذين دفعوا ضريبة الوطن لصالح تشييد السد ؟

مايمكن قوله إن التخطيط العلمي السليم كان حجر الزاوية الذي بدأت منه المشاريع المصاحبة رحلتها .. فهي مشاريع تم تنفيذها علي الأرض بعد دراسات علمية معمقة شارك فيها خبراء مختصون من العقول السودانية وبيوت خبرة وشخصيات عالمية مشهود لها بالسيرة الطويلة الممتازة في تخطيط وتنفيذ المشاريع المصاحبة لمشروع مثل مشروع سد مروي ..

ولأن الحال في بلادنا لايعتمد علي التحول والإنتقال المؤسسي فلم يكن غريباً أن تواجه المشاريع المصاحبة لسد مروي ذات المصير .. الإهمال .. التوهان .. ثم الخروج عن الخدمة .. ثم توزيع ميراثها من الأصول والمعدات بين مؤسسات وشركات تعاني هي ذاتها الفشل وضعف المتابعة والمراقبة لمابين أيديها من مشاريع !!

من الأفكار والتجارب المتميزة التي صاحبت تنفيذ سد مروي تجربة هيئة تطوير الزراعة وهي تجربة جاءت لتحقيق عدة أهداف في مقدمتها نقل التقانات الجديدة في مجال الزراعة في ولاية غنية بفرص زراعة محاصيل جديدة لتحقيق عوائد جديدة تسهم في استقرار إنسان الولاية من ناحية وتعظيم الإنتاج الزراعي ف يالسودان كله من ناحية أخري ..

أحدثت هيئة تطوير الزراعة تحولاً أفقياً ورأسياً في الخارطة الزراعية بالمشاريع المصاحبة لسد مروي .. ولعلّ تجربة الزراعة في التروس العليا تُعتبر أهم تحول تشهده الولاية الشمالية في تاريخها منذ عقود إذ كان الاعتقاد السائد أن الزراعة في هذه المناطق مستحيلة ناهيك أن تكون لها جدوي .. واليوم وبعد كل هذه السنوات صارت الزراعة في التروس العليا من التجارب الرائدة في مجال الزراعة وأحدثت تحولاً أفقياً ورأسياً في مجال الزراعة بالولاية الشمالية ..

الواقع الذي تعيشه هيئة تطوير الزراعة في الوقت الراهن من الحال الذي يعيشه سد مروي نفسه .. ومن هنا تبدأ سلسلة التساؤلات الي نطرحها عن الواقع الذي تعيشه المشاريع المصاحبة لسد مروي .. هل ما تعيشه هذه المشاريع هو نتيجة إهمال بسبب عجز القادرين علي التمام .. أم هي مؤامرة ناعمة تستهدف سد مروي نفسه ..

السؤال صعب .. لكننا نبدأ رحلة البحث عن الإجابة الصعبة !!

 

 

 

 

 

 

 

إنضم الآن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى