مقالات

سامي دفع الله يكتب: (صورة الشاي الأخير)

الخرطوم  : ون كليك نيوز

 

سامي  دفع الله  يكتب  :  ( صورة الشاي الأخير )

 

في مشهد غير مسبوق جلس حميدتي وأعضاء حكومته المزعومة على الأرض يتحلّقون حول إبريق شاي وحيد كأنهم مجموعة مسافرين تائهين.

كان المنظر أقرب لمجلس عزاء من كونه اجتماع حكومة

*حكومة تسويس منتهية الصلاحية*

هذا المنظر كان انعكاساً صادقاً و تجسيداً صريحاً لوضع الدولة السودانية بعد ان دمرتها مليشيا الدعم السريع تماما وجعلتها تجلس علي الارض سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

الشاي الأخير إذن لم يكن جلسة حكومة *تسويس* بل جلسة وداع لوطن يتآكل.

حكومة على التراب بلا مشروع انعكاس لشعب على التراب بلا حياة و مليشيا على التراب تنهب بلا رحمة.

قد يظن بعض داعميين المليشيا أن الرسالة من جلوس الوزراء على الأرض هي التواضع لكن الرسالة الأعمق التي التقطها الناس كانت

*السودان كله اجلستموه على الأرض بفضل بطشكم وحبكم للدماء*

المواطن جلس على الأرض لا لتقاط صورة أمام الكاميرات كما تفعلون بل لأنه فقد بيته بفعل الحرب واصبح نازح خارج البلد او داخله.

خلف الشاي الأخير تكمن مأساة أكبر

حربٌ مفتوحة التهمت الأرواح قبل أن تلتهم الممتلكات مليشيا الدعم السريع لم تكتفِ بنهب الأسواق والمنازل بل نهبت الحياة ذاتها أطفأت مدناً بأكملها وخلّفت شعباً نصفه مشرد في الداخل ونصفه الآخر على حدود دول الجوار.

فهل يمكن لشاي على الأرض أن يغطي على دماء سالت في الشوارع وعلى جثث لم تجد حتى كفناً يليق بكرامتها؟

 

المواطن الذي يبحث عن الدواء أو رغيف خبز أو محطة كهرباء لا تنطفئ ينظر إلى الصورة ويقول بمرارة:

“نعم، هذا هو الشاي الأخير لكننا نحن من دفع ثمن اي شيء نحن من دفع ثمن الشاي والسكر ونحن الذين تُركنا مثل الفناجين فارغين على الأرض.

*ناشفة شديد*

حتى احفاد الاحفاد لن تنمحى من ذاكرة اهل السودان ماحدث من مليشيا الدعم السريع بحق الابرياء

مش لو عملتوا *حكومة تسويس* وجبتوا التعايشى وود الميرغنى والحلو مافي زول بقدر يغسل جرائم الجنجويد.

*لن تذهب كثرة الشطة طعم اللحم العفن*.

*قاطعة عامة*

حميدتي ياحليلك *من الرد كاربت للجرين برِش*

زول عاوز يدير ليه دولة من برش؟

انتوا طالعين رحلة مع الدفعة ولاشنو؟

يمهل ولا يهمل.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إنضم الآن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى