سامي دفع الله : ( العدالة قبل المصالحة )

الخرطوم : ون كليك نيوز
سامي دفع الله يكتب : ( العدالة قبل المصالحة )
في هذا الوطن لا الميت بلقى حقه ولا الحي بلقى حقه
فالحق في السودان لا يؤخذ بالقانون بل يختطف بالقوة ولا يرد بالعدل بل ينسى في ضجيج السياسة والمصالح.
مأساة السودان اليوم ليست في الحرب وحدها بل في ما بعدها.
في عودة الذين نهبوا وسرقوا وقتلوا ثم عادوا كأن شيئًا لم يكن مزينين خطابهم بكلمة الوطن وكأنها صك غفران يغسل الدم والدمار.
الذين أكلوا قوت الناس ودمهم وعرقهم عادوا ببدلات جديدة وابتسامات مصطنعة ليحدثونا عن التسامح والمصالحة
لكن عن أي مصالحة نتحدث والدم لم يجف بعد على الإسفلت.
في كل حرب تكون هناك خسائر أما في السودان فهناك خيانة
سرقوا البيوت سرقوا المحال نهبوا المؤسسات العامة والخاصة لم يتركوا إلا الجدران الباكية وأطفالا بلا مأوى
ثم انسحبوا كما جاءوا تاركين خلفهم رماد المدن وذاكرة الناس المثقوبة بالخوف.
الآن يطرح السؤال الكبير من سيعوض المواطن
من سيعيد له بيته المسروق أو دكانه الذي صار أطلالا أو كرامته التي دفنت تحت الأقدام
الدولة الدولة ذاتها كانت ضحية مثلنا تتفرج على الخراب وهي مشلولة
القانون؟
القانون كان آخر من غادر العاصمة
العدالة؟
في السودان العدالة تأتي في ثياب الواعظ ثم تجلس في الصفوف الخلفية عند توزيع الغنائم.
المأساة أن الذين عادوا اليوم إلى حضن الوطن لا يشعرون بالعار بل يتحدثون عن الوطنية وكأنهم أصحابها الأصليون
يتجولون في القنوات يرفعون الشعارات القديمة نفسها وكأنهم لم يكونوا شركاء في الخراب الذي نعيشه
وحين تسأل أحدهم عن الحق يبتسم ويقول البلد محتاجة لصلح لكن أي صلح بلا حساب هو جريمة أخرى مغلفة بلغة ناعمة.
الحق لا يسقط بالتقادم
ولا يغسله الخطاب السياسي
ولا تمسحه صور العودة ولا بيانات المصالحة
الحق الذي ضاع في بيوت الناس المنهوبة في الأسواق المسروقة في الأرواح التي أزهقت هذا الحق باق
وقد لا يأخذه أحد اليوم لكنه سيأخذ الجميع غدا.
في يوم ما حين يصمت السلاح سيبدأ الصمت الآخر صمت الأسئلة
من قتل من نهب من سلح من غطى الجريمة ومن صافح القاتل بعد أن شبع من الغنيمة
ذلك اليوم وحده إن أتى سيكون يوم
*الحق الحقيقي*
أما الآن فكل ما حولنا هو يوم الباطل المؤقت.
حضن الوطن الذي يتغنى به الجلادون صار مياة باردة يغسلون عليها أيديهم الاثمة
الطفل الذي فقد أباه لا يجد في هذا الحضن سوى ورقة تكتب عليها دعاء ثم تطوى في أدراج النسيان
الأم التي رأت دم ابنها ترى مناديل العزاء تتحول إلى ستائر توارى خلفها المسؤولون الذين كانوا في الصفوف الأمامية للنهب
حضن الوطن صار مكتبا للترتيبات وبناء السيرة الذاتية للمنهوبين وليس مكانا لألم الأسير الذي لا زال في سجون الاسر
وزيادة على كل دا
المسؤليين في بلدنا دي زول فيهم شايف المواطن مافي
المواطن ذاته بقى مجرد فكرة تذكرها وقت المصيبة بس
عليه واجبات يدفع يصبر يشيل ويتحمل
لكن ما عنده حقوق
ولو اتكلم قالوا دا ما وطني
ولو سكت قالوا دا راضي
ولو انهار قالوا دي إرادة الله
المواطن في السودان ماشي على حبل الواجبات
وتحتو هاوية النسيان
ولسه بيحاول يثبت
يمكن لسه عندو أمل بسيط إنو يوم الحق يجي حتى لو بعد ما الناس تموت كلها
الله المستعان
*ناشفة شديد*
بنقول الناقصة تمت و بنقول التامة نقصت
حسي انطبقوا الاتنين سواا علينا
المامات بالحرب حيموت بالمغسة
*قاطعة عامة*
بالمرة طلعوا المتعاونيين المقبوضيين ديل كلهم بدل صرف اكل وشراب سااي لانو نحن شكلو في برنامج المسامح كريم.



