رياضة

صحوة الكرة السودانية: منتخب يحب الفوز

الخرطوم  : ون كليك نيوز

 

 

 

كتب بدرالدين الباشا :  صحوة الكرة السودانية وثقافة الفوز: منتخبٌ لا يرضى إلا بالانتصار

كرةُ القدم السودانية تمرُّ في هذه الأيام بمرحلةٍ مهمّةٍ جداً في تاريخها، مرحلةِ صحوةٍ حقيقية، قدّم خلالها منتخبُنا الوطني الأول لكرة القدم ونادي الهلال دروساً وعِبَراً من خلال مباريات التجارب، لنستخلص منها النقاط المهمّة.

بدأت تظهر مبشّرات وظواهر افتقدناها خلال السنوات الماضية، ظواهر لطالما ميّزت خصومنا في المنتخبات والأندية.

أول هذه الظواهر: أصبح لاعبنا يضغط على الخصم أثناء استحواذه على الكرة، ويلعب عليه ضاغطاً، ويغلق المساحات، إضافة إلى الشراسة في الملعب، والاحتكاك والمطاردة، وتهدئة اللعب، ورفع الرتم. هذه كلّها جُمل تكتيكية، تظهر فيها بصمة المدرب بوضوح.

كل هذه الحالات تُعرف بـ«شخصية الفريق»، سواء كان منتخباً أو نادياً، وهي تتجلّى في التحوّل السريع من الدفاع إلى الهجوم والعكس، والارتداد السريع دفاعاً وهجوماً، والدفاع عن المرمى، وتهديد مرمى الخصم، والعودة بالعزيمة لتحقيق التعادل ثم الفوز (الريمونتادا). كل ذلك يعبّر عن قوّة شخصية الفريق وقوة شخصية اللاعبين.

بدأت تتشكّل ثقافة الفوز، وظهرت هذه الحالة في ثلاث مباريات:

مباراة منتخبنا أمام لبنان، وأمام الجزائر، ومباراة الهلال مع سانت لوبوبو.

كان هناك نوع من عدم الرضا من اللاعبين والجهازين الفني والإداري، لأنهم لم يقبلوا بنتيجة التعادل أمام سانت لوبوبو، ولا حتى أمام منتخب الجزائر، بعدما أصبحت فكرة الخروج بنقطة غير مُرضية.

في مباراة منتخبنا أمام الجزائر أضاع اللاعبون فرصاً واضحة، ولم يقبلوا بالنقطة، وهذا دليل على تغيّر العقلية. وثقافة الفوز تعني قدرة اللاعبين على إحداث نقلة حقيقية في التفكير، لدرجة أن الحديث سابقاً عن الخروج بنتيجة إيجابية حتى في حالة الخسارة بهدف أصبح شيئاً من الماضي، أما الآن فالهزيمة مرفوضة تماماً، وأصبح الهمّ الأول هو تحقيق الفوز.

لهذا نلاحظ التغيير الواضح في عقلية اللاعبين. وقد لاحظنا كذلك عدم رضا مدرب الهلال عن الخروج بنقطة أمام سانت لوبوبو، وحتى الجمهور لم يكن راضياً.

في الموسم الماضي، فاز الهلال في مبارياته الأولى على الشباب التنزاني (2–0) في دار السلام، وكسب مازيمبي (2–1) في موريتانيا، وتعادل إيجابياً مع مولودية وهران بهدف في موريتانيا. هذه النتائج الأربع حسمت تأهل الهلال كأول فريق يتأهل إلى دور الثمانية، وهو ما يؤكد أن ثقافة الفوز بدأت تسود.

وكما يقال من إيجابيات المحنة أن «في طيّ البلايا عطايا». فابتلاء الحرب واضطرارنا للعب بعيداً عن أرضنا وبلدنا وجمهورنا، جعل كل الأراضي لدينا متساوية. نلعب مرة في ليبيا، ومرة في موريتانيا، ومرة في رواندا، دون ملعب خاص أو جمهور، فأصبحت لدينا عقلية أكثر صلابة.

حتى عندما فزنا على غانا — وهي من كبار المصنَّفين في أفريقيا — فزنا عليها في استاد شهداء بنينا، بوجود نجوم كبار مثل محمد قدوس نجم توتنهام الإنجليزي، وجوردان آيو، وغيرهم من نجوم غانا. رغم ذلك، كان منتخبنا مرصعاً بالنجوم أيضاً، وقدم مباراة عظيمة.

هذه الحالة إيجابية جداً ومبشّرة، ونتمنى بإذن الله أن يواصل منتخبنا والهلال السير في هذا الاتجاه، خاصة قبل مباراة منتخب العراق يوم غد.

 

 

 

 

 

 

 

إنضم الآن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى