مقالات

سيتصافح القادة وتبقى العجوز منتظرة ولدها

عطاف محمد

الخرطوم  : ون كليك نيوز

 

 

نشر الكاتب الصحفي عطاف محمد مختار تحت عنوان : (سيتصافح القَادَةُ وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد)

 

البعض ذاكرته سمكية، والبعض الآخر يتعمد النسيان، وآخرون ذاكرتهم حديدية لكنهم يتبعون مناورات سياسية لخدمة أجنداتهم الخاصة.

 

أورد هنا ثلاثة تصريحات لقادة الدولة خلال شهر سبتمبر الماضي:

– الفريق أول البرهان أكد في الدوحة أن العفو العام مستمر لكل من يضع السلاح ويعود لحضن الوطن، وحتى المعارضين الداعمين للميليشيا إذا عادوا إلى رشدهم ودعموا موقف الوطن يمكن قبولهم.

– د. كامل إدريس قال في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن تحقيق السلام العادل قضية محورية للحكومة السودانية.

– السفير محي الدين سالم، عقب أداء القسم وزيراً للخارجية، قال “رسالتنا السلام”.

 

– إذا قدمنا لطلاب السنة الأولى في العلوم السياسية هذه النماذج الثلاثة أعلاه، وطلبنا منهم تحليلها سياسياً، لما استبعدوا فرضية أن قادة الدولة لم يوصدوا أبواب السلام، وأنهم يكتفون فقط بالحل العسكري للحرب.

 

– هل يعتقد (كورال النفي العام) لأعضاء مجلسي السيادة والوزراء من السياسيين والصحفيين وسَّابِلة وسائل التواصل الاجتماعي، أن رئيس مجلس السيادة كان يبحث في سويسرا مع مسعد بولوس، مستشار الرئيس الأمريكي ترامب، قضايا التغير المناخي حول العالم، وإيجاد حلول للحرب الروسية الأوكرانية؟.

(يا جماعة بطلوا كسير العدة، ده، شكلكم بقى بائِخٌ، بائِخٌ جداً).

– ما شاء الله لا قوة إلا بالله، هذا المجال الصحفي الإخباري نعمل فيه لأكثر من عقدين من الزمان باحترافية “ورقياً وإلكترونياً وتلفزيونياً وإذاعياً، محلياً وإقليمياً ودولياً”، ذلك بتوفيق من الله. لذلك لا يمكنني أن أرهن تاريخي الصحفي بأخبار مضللة؛ من أجل حصد (لايكات) وركوب التريند، للبحث عن شهرة، أو شهوة (شو)؛ فهذا نقص اسأل الله ان لا الج بحور عتمته.

– لذا قبل أن أكتب شيئاً، لا أكتبه من فراغ، فإذا قلت إن هناك لقاءات ومحادثات ومفاوضات، فهي حقيقية – وحكاية كيكل ليست من القرون الوسطى.

 

– أسهل طريق إلى السلطة ودخول القصر الجمهوري في السودان، هو رفع السلاح ضد الدولة.

– كثيرون وصلوا إلى سدة الحكم عبر جماجم الأبرياء ودماء الشهداء، والآن يدّعون الوطنية.

– انظروا إلى تاريخنا السياسي، كم من الأحزاب تأمرت على السودان، استعانت بالخارج، فأشعلت حروباً وانقلابات.

– تتغير الأسماء، لكن المواقف واحدة (بيع الوطن بأبخس الأثمان).

– اتركوا الماضي، من يستطيع منكم الآن إحصاء عدد من حمل السلاح وحارب الدولة، والآن موجودون ضمن أعضاء مجلس السيادة والوزراء وولاة الولايات؟، من ينجح له مني جائزة معتبرة.

 

وكما يقول محمود درويش:

سَتَنْتَهِي الحَرْبُ

‏ويتصافح القَادَةُ

‏وتبقى تلك العجوز

تنتظر ولدها الشهيد

‏وتلك الفتاة

تنتظر زوجها الحَبِيبَ

‏وأولئك الأطْفَالُ

يَنْتَظِرُونَ وَالِدَهُمُ البَطَلَ..

‏لَا أعْلَمُ مَنْ بَاعَ الوَطَنْ

‏وَلَكِنَّنِي رَأيْتُ مَنْ دَفَعَ الثَمَنْ .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إنضم الآن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى