غير مصنفمقالات

لواء يونس محمود يكتب : مساعد الحلة

مساعد الحله

*تخريمات* ،، *مناوي*

لـواء رُكن ( م) د. يونس محمود محمد

التاريخ السياسي للسيّد مني أركو مناوى قريب، فهو من حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور عام ٢٠٠٢م الرافض من حيثُ المبدأ التفاوض مع أي حكومة مهما طرحت من مبادرات، إنشق مناوي عن حركة عبد الواحد في مؤتمر حسكنيتة عام ٢٠٠٤م وأنشأ حركته الخاصّة، والتي عانت من إنشقاقات في سبيل التنافس على السُلطة، وتباين الأهداف، والمؤثرات الخارجية، حيثُ تقبع كل حركة في ( *حُضن* ) إقليمي ورعاية دولية كما هو معلوم.

وقع مناوي إتفاقية أبوجا مع حكومة الإنقاذ عام ٢٠٠٦م ودخل القصر كبير مساعدي الرئيس، ولكن الوسواس الخنّاس من الجنة والناس أقلق مقعده، وربما أولياؤه الذين تعهدوه لم يكونوا راضين عن هذه المشاركة، وربما لم يجد المراغم التي خطّط لها، وعمل لأجلها ووجد الأبواب موصدة، وربما وربما ، ولكنّه غادر في العام ٢٠١٠م إلى التمرّد من جديد، وظلَّ في ليبيا، ودول الإقليم إلى أن دالت دولة الإنقاذ، وجاء عهد ( *النواح* ) وتبدّلت الأحوال وظهر للسودان سادة جُدد، ضمنهم أركو مناوي، وللرجل قفشات في المنابر بما يُشبه خلط الجد بالهزل، وإتجاهات متضاربة في التصريحات، تكون مُصيبة أحيانًا وفيها من الرشد والإحاطة وشيئًا من الحكمة والمعقولية، هذا إذا صادفت يوم سعده، وتكون تصريحاته ( *مصيبة* ) وكارثة ترمي بشرر ك ( *القصر* ) تُثير الفتن، وتضرب عش الدبابير.

فقال الرجل في آخر ( *كلاماته* ) أنه لا يلوم الدعم السريع، ولكن يلوم الذين أنشأوا الدعم السريع وقاتلونا به هو والدفاع الشعبي، والمقصود كالعادة تعليق كل مذمة في مشجب النظام السابق، ويتخفّف الجميع من تحمل أي مسؤولية بأي درجة.

ولو تأملت ( *حاربونا* ) هذه لرأيت أنَّ مناوي كان أستاذًا بين تلاميذه ( *وهو بالفعل كان مدرسًا* ) وهجم عليه الدعم السريع والدفاع الشعبي وروّعوه هو وتلاميذه الأبرياء وكأنه كان داعية سلام، وحامل غصن زيتون، وليس مناوي أبو كدمول راكب التاتشر التي تجوس قُرى وفُرقان دارفور، تقتل وتدمّر، وتقتحم الفاشر وتحرق الممتلكات وتسرقُ البنوك، وتهجّر مواطني دارفور بالقسر إلى معسكرات أبو شوك ونيفاشا ، ورواندا ، وام لباسا ، وزمزم ودار السلام وعشرات غيرها تتمدد ما بين حدود السودان وشرق تشاد ، وتفرض عليهم ( *الاتاوت* ) والتجنيد الإجباري للفتيان وحتى الفتيات !!

وليس هو مناوي الذي تعهدته المنظمات الغربية والكنسية التي أنتجت الأفلام وروّجت للجرائم حتى تمّ حصار السودان، وقضية المحكمة الجنائية الدولية وكلها سلسلة تآمر مناوي يساوي أحد أضلاعها فقط، وما كان ينتظر من الحكومة أن تفعل غير أن تقاتله بالجيش السوداني، وليس الدفاع الشعبي الذي لم يكُن له أيّ دور في حرب حركات تمرّد دارفور اللهم إلّا دفاع ذاتي للقُرى والفُرقان ضد هجمات الحركات المسلّحة التي كانت المجموعات العربية بعض أهدافها، ولا حتى الدعم السريع، فكلاهما مُعين ومساعد في ميدان القتال، وكلاهما يأتمر بأوامر الجيش ويعمل تحت قيادته.

أمّا قوله بأنه ( *لا يلوم الدعم السريع* ) فعجيبٌ وغريبٌ كما يردّد المعلّق الرياضي الأشهر عصام الشوالي، فهل يُريد مناوي أن يحمّل النظام السابق كل جرائم الدعم السريع الحالية؟

بإعتبار أنَّ النظام السابق هو الذي أنشأه، وفصّل له قانون، ووفّق أوضاعه، ووظّفه في واجبات بعينها تحت المراقبة والضبط، ولمّا فات النظام إنفكت العروة وعدا الكلب بالعض على الناس، فهل المناسب هنا أن نلوم النظام السابق على إنشاء الدعم السريع، أم نلوم كارثة ديسمبر على إسقاط النظام الذي يعرف ترويض الدعم السريع ولجمه حتى لا يعُض الناس، هذا إذا أسقطت كل أرقام معادلة المؤامرة الداخلية من القحّاطة، والإقليمية والدولية في هذا الشأن الذي يجردّه مناوي من حيثياته الأساس ويردّه ( *بتخريماته* ) إلى النظام السابق الذي عمل فيه لأربع سنوات داخل القصر الرئاسي، وشهد على نفسه أنّه كان ( *مساعد حلّة* ) كما ذكر ذات مرة في قاعة الصداقة، ومساعد الحلّة هو الصبي الذي يعمل في اللواري السفرية وتنحصر واجاباته في صناعة الطعام عند السندات ( *الوقفات* )

ولا هَم له بقيادة اللوري أو وجهته أو طبيعة حمولته !!

فإذا كُنت لا تلوم الدعم السريع، لمَ تقاتله الآن !!

وفي صف الإسلاميين الذين يقاتلونه مع القوّات المسلّحة ؟؟

نعم هو تناقض مناوي الذي لا يحتاجُ لتفسير.

تناقضه وهو يجيب على السؤال عن إحتمالية رفض مرشحه لوزارة المعادن، فرد و ( *بنفس حار* ) نحن ما عندنا مرشّح برفضوه، لماذا يا مناوي ، لأننا كلنا وطنيين، بينما ( *يفلفل* ) الكونغرس الأمريكي المرشحين للوظائف العُليا حتى يجتازوا الفحص،

وهنا يقف مناوي ضد ( *دولته وحكومته* ) التي يعمل بها، ويُبطل حقّها في فحص منتسبيها، وخلوهم من الدخن والدخل، خاصّة وقد كشف الإعلام علاقة مرشحه باليهود وتواجده بتل أيب لمدة سنتين، فإن صحّ ذلك أو لم يصح كانت الحكمة تقتضي أن يقول نحن طوع القانون، ومع النُظم الضابطة، فقط لأن مناوي الآن هو جزء أساس من الحكومة، يفترض أن يمثّلها، لا يمثّل بها، ويحترمها، لا يزدريها مثل زرايته تلك ،، نحن ماعندنا زول برفضوه ،، بمعنى قبوله جبريًا إلّا فكشكشة السلاح، واللبيب لا يحتاج لإشارة كهذه.

مناوي يقف الآن في وجه الدولة والحكومة ( *نظيرًا* ) ومقابلًا، وليس مجرّد حاكم لإقليم يحترق الآن ببنادق الدعم السريع وهو يُعلن أنّه لا يلومه وإنما يُلقي اللوم على الإسلاميين ناس الإنقاذ الذين زرعوا النخيل فأثمر البلح، ومن ثمراته إتخذ البعض ( *سَكرًا* ) فهل نلوم الزارع أم الزرع أم ( *الزِّريعة* ) والزريعة هي تخمير مواد صُنع المريسة.

عجيب أمرك يا صديقي.

 

*وشكرانين جدًا*

 

*محن والله*

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى