مقالات

عثمان ميرغني يكتب : ( الفاشر أولا )

حديث المدينة

الخرطوم  : ون كليك نيوز

 

عثمان ميرغني :  ( الفاشر  أولا  )

في وقت تنشغل فيه بورتسودان بحادثة منع أحد المسؤولين من الدخول لمكتب رئيس الوزراء.. ويغرق الإعلام في تفاصيل المشادات الشخصية بين أطراف الحادثة ..تمـ.وت مدينة الفاشر في اليوم ألف مرة .. تارة بالقصف المتواصل الذي يستهدف تجمعات المواطنين ومرافق الخدمات.. و تارة بالجوع الذي لم يترك حتى علف الحيوانات لإبقاء الناس على قيد الحياة.

الأطفال يصرخون و يبكون بين أيدي الأمهات والآباء.. ثم ينزوي الصراخ ويهدأ تدريجيا ويسلمون الأرواح البريئة في صمت.. قبل أسابيع وصل كيلو الأرز إلى نصف مليار جنيها ثم لم يعد ممكنا الحصول حتى لقمة طعام بضعف هذا المبلغ.

التمرد لا يكتفي باستخدام سلاح الجوع في سفور دون خشية من تبعات ذلك .. بل يتعمد قصف “التكايا” القليلة التي تحاول أن تقسم علف الحيوانات بين البطون الجائعة.. ما أن يجتمع المواطنون في موقع عشما في لقمة.. حتى تنهمر عليهم حمم المـ،وت من كل اتجاه.. حكم جماعي بإعدام مدينة كاملة.. وأي مدينة، الفاشر؛ التي كانت عبر التاريخ تطعم دارفور والسودان أجمع.

قرارات مجلس الأمن بفك حصار الفاشر ذهبت أدراج الرياح.. نداءات الأمين العام للأمم المتحدة والمنظمات والدول وغيرها لا تجد استجابة لأنها بلا عواقب.. ولو بتصريحات منذرة ومحذرة.

الآلية الرباعية الدولية المكونة من الولايات المتحدة الأمريكية ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية.. ستجتمع في نهاية هذا الشهر بواشنطن لبدء ترتيبات وخارطة الطريق للهدنة الإنسانية.. من الحكمة ان يطالب السودان أن تبدأ هذه الترتيبات فورا بفك حصار الفاشر.. دون قيد أو شرط.. على الأقل بادرة حسن نوايا قبل النظر في وقف إطلاق النار ..

التخبط الذي تتعامل به بورتسودان مع الرباعية بين شد وجذب.. نعم و لا .. وقول خلف الغرف المغلقة ونقيضه في بيوت العزاء.. يضيع على مواطني الفاشر فرصة كسر الحصار بأعجل ما تيسر..من الحكمة أن يقود السودان المبادرة الرباعية بمنتهى الايجابية و يصر على ابتدار ترتيباتها بإنقاذ مواطني الفاشر قبل بدء مفاوضات وقف إطلاق النار المقرر له مدة ثلاثة أشهر كما محدد في خارطة طريق الرباعية..

الفاشر أولوية قصوى.. يجب فك الحصار اليوم.. قبل الغد..

 

إنضم الآن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى