الخرطوم : ون كليك نيوز
كتب بدر الدين الباشا : اللجنة القانونية واتحاد الكرة… عبث يفسد فرحة الوطن
اتحاد كرة القدم السوداني هو أغرب اتحاد كرة في العالم؛ إذ تُديره أكثر من اثنتي عشرة لجنة مساعدة تضم في عضويتها قرابة مائة وخمسين عضوا، بعقلية وفكرٍ بائدين من العصر الحجري، قبل التاريخ الحديث!
كرة القدم في كل دول العالم تُدار بواسطة الأندية، فهي صاحبة الحق، وهي من تُصدر جداول المنافسات، وتوقّع عقود البث والتسويق والاستثمار، وتشرف على كل صغيرة وكبيرة.
أما نحن في السودان… فحالة مؤسفة ومحزنة جدًا، تكاد تجعلنا نخرج عن طورنا في هذه الأيام التي تعيش فيها كرة القدم السودانية أسوأ فتراتها.
وبينما يعيش جمهور الهلال أجمل أيامه بعد فرحته بالتأهل إلى دور الـ16 من دوري أبطال إفريقيا على حساب فريق البوليس الكيني، تطلّ علينا أزمة جديدة بين ما يُسمّى بـ”اللجنة القانونية” في الاتحاد السوداني لكرة القدم واتحاد الفاشر. أزمة أفسدت علينا فرحتنا في هذا التوقيت الحساس.
رئيس اللجنة القانونية باتحاد الكرة — لا أدري من أين أتى — ظهر فجأة ليُحدث ضجيجا وبلبلة ويعبث دون أي مراعاة أو احترام، يتخذ ما يشاء من قرارات مصيرية تمسّ وحدة الوسط الرياضي، وكأننا في حرب قبلية أو صراعات شخصية!
منذ تولّيه هذا المنصب — بلا وجه حق أو سند قانوني — أصبح أداة في أيدي بعض ضباط الاتحاد، يُستخدم لمعاقبة من يقول “لا”، ومحاربة من يتمسك بالشفافية والصدق والنزاهة، بلا مبرر ولا منطق.
بات التعامل مع الاتحادات المحلية وكأنها “دكاكين” أو “كناتين”، بلا إجراءات أو محاسبة من لجان تحقيق أو مساءلة.
أصبح المشهد عبثيا إلى درجةٍ ينطبق عليها المثل الشعبي: “قام من نومه لقى كومه.”
يا حليل اتحاد الكرة زمان!
في فترة تولّي الأستاذ دشداد منصب الرئيس، كان لمجلس الإدارة قيمةٌ وشأنٌ وقوةٌ ومكانة، يشرف على كل صغيرة وكبيرة، وكان له “شَنّة ورنّة”. يا حليل الانضباط والاحترام…
كل شيء ضاع — الفهم، والمسؤولية، والفكر، واحترام المؤسسة والمؤسسية. حتى اتحاد القدم نفسه فقد هيبته وثقة الناس فيه.
كان اتحاد كرة القدم في الماضي “يهزّ ويرزّ”، ولا أحد يجرؤ على الوقوف أمامه، وكانت الكلمة تُحسب لها ألف حساب.
أما اليوم، فقد اختفت أصوات المعارضين، وأُسكتت كل الآراء الحرة.
أحيانا كثيرة لا أصدق أن هذا التهريج والفوضى تصدر من شخصٍ مسؤول في اتحاد الكرة، بل من رئيس لجنة قانونية! فأي علاقة لهذا الرجل بالقانون؟ وما هي خبراته؟ ومن أين أتى؟!
يسرح ويمرح ويهدد ويتخذ القرارات ويعاقب من يشاء، في وجود مجلس إدارة لاتحاد الكرة وكأنه غير موجود!
تطبيق القانون لا يكون بالعشوائية والانتقام، بل عبر إجراءات محاسبية معروفة ومعلومة.
كرة القدم لا تُدار بهذا الشكل.
أعضاء الاتحادات المحلية بشر، وليسوا قطيع ماشية!
يجب احترامهم والتعامل معهم بأخلاق وسلوك الحركة الرياضية.
اتحاد الكرة ليس جزيرة معزولة… إنه قلب الرياضة السودانية، ويجب أن يُدار بالعقل، لا بالهوى.
