
الخرطوم : ون كليك نيوز
كتب بدرالدين الباشا : ( ليلة خارج القانون… شغب مولودية الجزائر ودماء جمهور الهلال ) :
الأحداث الدامية التي رافقت مباراة الهلال ومولودية الجزائر عقب صافرة الحكم الغاني لا يمكن… ولا يجب أن تمر مرور الكرام. ما شاهدناه ليس كرة قدم، بل مشاهد مؤلمة تقطع القلب. صور الإصابات البالغة التي تعرض لها جمهور الهلال على يد بعض جماهير مولودية الجزائر تُظهر حجم العنف، وتكشف حقيقة كارثة كان يمكن أن تزهق فيها الأرواح لولا لطف الله.
جماهير مولودية الجزائر حملت أسلحة بيضاء! نعم… أسلحة داخل ملعب كرة قدم! أي عقل رياضي يقبل هذا؟! أي روح رياضية تسمح أن يتحول التشجيع إلى محاولة قتل؟! ما حدث ليس شغباً عابراً، بل اعتداء مباشر ومُتعمد على جماهير الهلال.
أما الغائب الأكبر أتعلمون من هو ؟
اتحاد القدم السوداني… صامت، ضعيف، غير موجود، وكأن الأمر لا يعنيه! حقوق الهلال تضيع، وجماهيره تنزف، ولا صوت ولا موقف! الهلال خاض المباراة بشرف، وانتصر داخل الملعب، لكن خارجه لم يجد من يحمي جماهيره.
هذه الحادثة ليست مجرد تجاوز… إنها طعنة في قلب الروح الرياضية، وسابقة خطيرة تهدد مستقبل التنافس الشريف في القارة. اعتداءات بهذا الحجم يجب أن تُرفع للفيفا والكاف فوراً. الصمت خيانة… والتهاون جريمة.
صور المصابين في مستشفى الملك فيصل بالعاصمة الرواندية كيغالي، وزيارة نائب رئيس الهلال العليقي لهم، تعكس حجم المأساة. هؤلاء المشجعون لم يذهبوا للحرب، بل ذهبوا لتشجيع فريقهم!
نحن شعبان يجمعهما تاريخ طويل من الأخوة… السودان وقف مع الجزائر في أصعب اللحظات، وفتح قلبه قبل مدرجاته. فما حدث لا يمثل القيم الجزائرية ولا روح جماهيرها الحقيقية، لكنه يهدد ما بيننا من روابط إن لم يُحاسَب من ارتكبوه.
ما رأيناه من اشتباكات بين محترف الهلال جان كلود ولاعبي مولودية الجزائر يكشف أن التوتر تعدى المدرجات ووصل إلى أرض الملعب، في غياب تام للمسؤولين ورجال الأمن والتنظيم.
لذلك…نطالب مجلس إدارة الهلال برفع صوت الحق، وبتصعيد هذه القضية إلى أعلى المستويات… للكاف، للفيفا، لكل الجهات القادرة على حماية جماهير كرة القدم قبل أن تتحول المدرجات إلى ساحات حرب.
نريد الحقيقة… نريد العدالة… نريد أن نضمن ألا ينزف مشجع سوداني آخر بسبب مباراة كرة قدم.
ونأمل—رغم كل شيء—أن تعود العلاقة بين الجمهورين إلى صفائها المعهود، وأن تسود الروح الأخوية التي تجمع بين الشعبين السوداني والجزائري… فالرياضة يجب أن تُوحِّد لا أن تُفرِّق.
هذه صرخة… وهذه مسؤولية… وهذا موقف يجب أن يُسمع…



