قصة قتل طفل تنقسي.. إنها صفعة للإنسانية

الخرطوم : ون كليك نيوز
قصة محمد… الوجع الذي لا يحتمله قلب أنسان :
في تنقسي الجزيرة، في قرية صغيرة اسمها حمور، كان يسكن طفل اسمه محمد مرتضى أحمد بادناب…
طفل عمره ست سنوات فقط…
وجهه يشبه الملائكة… وبراءته تشبه سيدنا “يوسف” طاهر يشبه الملائكة….
كان يتيمًا…وفقدان الأب وحده يكسر ظهر الصغار…
لكن محمد كان يبتسم رغم كل شيء، ويمشي بخفة وكأنه لا يريد أن يزعج العالم بخطواته.

قبل ثلاثة أيام… اختفى محمد
خرج يلعب كما يفعل كل الأطفال.
ثم اختفى. ..ثلاثة أيام كاملة… القرية كلها لم تنم.
رجال يبحثون… نساء يدعون…لكن محمد لم يرجع.
اليوم… المشهد الذي يخنق الروح . اليوم وجدوا محمد…
لكنه ليس ضاحكًا… وليس راكضًا في شوارع القرية.
وجدوه مدفونًا داخل منزل المتهم.
بيت… يفترض أن يكون مأوى.
بيت… من المفترض أن يحمي طفلاً يتيمًا.بيت… يسكنه عمه.نعم… عمه. الدم ذاته. الرحم ذاته.
الذي من المفترض أن يكون أبًا ثانيًا… كان قبرًا أولًا.
معه زوجته… وآخرون من أقربائه… الجميع الآن قيد التحري.
والمشهد أغرب من الخيال… وكأنه فيلم أسود كُتب بدم قلب محمد.
الشرطة تحاصر المكان… والناس تبكي في الشوارع..
الأدلة الجنائية حضرت. الجثمان نُقل إلى مشرحة دنقلا.
والقرية كلها واقفة، لا تعرف هل تبكي أم تصرخ أم تلطم الأرض.
كل شخص يسأل نفسه سؤالًا واحدًا: كيف يُقتَل طفلٌ بهذا الشكل؟ ومن أقرب الناس إليه؟ ولماذا؟
نداء… من قلبٍ مكسور..
محمد لم يكن مجرد طفـل…كان مرآة صغيرة تعكس ما تبقى من إنسانيتنا.واليوم… هذه المرآة تحطمت.
يا رب…إن كان في هذا العالم ذرة عدل، فلتأخذ حق محمد.
يا رب…اجعل دمه لعنة على كل من شارك أو تستر أو سكت.
هذه ليست قصة… هذه صفعة للإنسانية كلها. فقد مات طفل…قُتل طفل…دُفن طفل…والمتهمون… من دمه ومن لحمه. إن لم نبكِ اليوم… متى نبكي؟
وإن لم نغضب… لأي قلب نُبقي الغضب؟
رحمك الله يا محمد…
كنت ملاكًا بيننا… وعدت إلى الله مَلَكًا كاملًا.



