مقالات

ظهور بوادر علاقات كامل إدريس الدولية

سيف الدولة حمدناالله

الخرطوم  : ون كليك نيوز

 

 

سيف الدولة حمدناالله يكتب  : ظهور بوادر علاقات كامل إدريس الدولية  :

 

في حفل تدشين أعمال اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر وجدها كامل إدريس فرصة لإبراز الصفة التي بسببها تم إختياره لرئاسة الوزارة، وهي كونه صاحب وظيفة أممية مرموقة سابق، جعلته معروفاً لدى دوائر المنظمات الدولية وكسبه علاقات متينة بأركانها، فأراد أن يُطمئن، والحقيقة يُذكّر، من قاموا بتعيينه أنه قادر على تحقيق مكاسب للوطن بهذه الخلفية، وبعد أن فرغ معاليه من ترديد الأدعية والهتاف قال بالنص والحرف ما يلي: (أنا على تواصل مع أمين عام الأمم المتحدة وطلبت منه “إستنفار” طاقته وقوته الأخلاقية لفك الحصار عن مدينة الفاشر “فوراً”).

كان من الطبيعي أن تلتهب أيدي الحضور بالتصفيق حينما سمعوا كلمة “فوراً” التي تُوحي لهم بأن إدريس له من الدلال على الأمين العام للأمم المتحدة ما يجعله ما إن يضع سماعة الهاتف بعد إنتهاء المكالمة حتى يقوم بإصدار قرار فك الحصار وعلى الفور، كلام إدريس هذا يجعل العاقل يُداخله الشك في أن يكون هذا الرجل قد خدم في أي وكالة تابعة للأمم المتحدة حتى لو كان إختصاصها محدود بالملكية الفكرية.

الأمين العام للأمم المتحدة ليس لديه سلطة يصدرها لا على الفور ولا بالتراخي في شأن أي نزاع داخل دولة أو بين دولتين أو أكثر، والدور الأساسي للأمين العام هو ما وصفته به المادة (97) من ميثاق الأمم المتحدة بأنه “الموظف الإداري الأول للهيئة” ودوره المؤثر في أعمال الجمعية العمومية يكون في إعداد جدول أعمالها وتضمينه ما يرى ضرورة عرضه عليها، ودعوة الدول للمشاركة في الأنشطة وإعتماد أوراق ممثلي الدول وإعداد مشروعات القرارات والتقارير التي تصدرها الجمعية إلى جانب الأعمال الإدارية الأخرى مثل إعداد الميزانية ومتابعة تحصيل اشتراكات الأعضاء وتعيين الكوادر المساعدة …إلخ.

غاية ما يستطيع فعله الأمين العام بشأن تدخله في النزاعات المسلحة هو ما ورد بنص المادة (99) من الميثاق وهي سلطة محدودة بقيامه ب “تنبيه” مجلس الأمن لوجود مسألة يرى أنها تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين، ومجلس الأمن هو الذي ينفرد بسلطة إتخاذ التدابير المطلوبة، وللأمين العام السلطة في أن يستبق تنبيه مجلس الأمن بإجراء تحقيق بواسطة ممثله في أي مسألة يرى أن من شأنها تهديد السلم والأمن الدوليين، وهذا ما تم تطبيقه بالفعل منذ 13/06/2024 حيث أصدر مجلس الأمن القرار رقم 2736 الذي إنتهى ب “مطالبة” للدعم السريع بسحب مقاتليه ورفع الحصار عن الفاشر.

والحال كذلك، كيف يكون من الجائز أن يطلب رئيس الوزراء في محادثة هاتفية من الأمين العام أن يرفع الحصار و”فوراً” كمان؟ وكيف يستطيع الأمين العام أن يفك الحصار فوراً بناء على هذه المناشدة حتى لو كان راغباً في ذلك؟

مثل هذا القول وبلغة هذه الأيام يُسمّى “طلِس”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إنضم الآن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى