مقالات

سامي دفع الله: الصحة بين التهوين والتهويل

الخرطوم  : ون كليك نيوز

 

 

سامي دفع الله  يكتب : (الوضع الصحي في السودان بين فكي التهوين والتهويل )

 

لا يختلف اثنان على أن القطاع الصحي في السودان ظل لعقود طويلة مرآة عاكسة لأزمات الدولة وتناقضاتها البنيوية فهو قطاع يفتقر إلى الحد الأدنى من المقومات الأساسية ويقف على خطوط التماس المباشر مع المواطن البسيط الذي يجد نفسه بين مطرقة ارتفاع تكلفة العلاج وسندان ندرة الأدوية وضعف الخدمات الطبية وانهيار البنية التحتية للمستشفيات لكن المعضلة لا تقف عند حدود العجز الهيكلي بل تتسع لتشمل إدارة الخطاب الرسمي للدولة والخطاب الإعلامي للمعارضة الخارجية حول الوضع الصحي.

وهو خطاب يتارجح بين حكومة تسعى إلى التهوين ومعارضة خارجية

( *قحت بكل فروعها* )

تبالغ في التهويل وكل طرف يوظف الملف الصحي بما يخدم أجندته وفقاً لحسابات السياسة لا حسابات الصحة العامة.

من جانب نجد أن الحكومة وأجهزتها تميل إلى التهوين من خطورة الوضع الصحي خصوصاً حين يرتبط الأمر بعودة المواطنين من الخارج فالحديث عن استقرار الأوضاع وتوافر الخدمات يصبح أداة لطمأنة الناس ودفعهم نحو العودة حتى لو كان الواقع على الأرض يشي بعكس ذلك يُراد من هذا الخطاب تقديم صورة وردية عن قدرات الدولة وكأنها تملك زمام المبادرة في مواجهة الأزمات الصحية بينما الحقيقة أن المستشفيات تفتقر إلى أبسط الإمكانات وأن المرضى يواجهون مصيرهم في صمت.

وعلى الضفة الأخرى المعارضة *القحاتة* فهي على النقيض تماماً تُركّز على التهويل وتُضخّم من حجم الكارثة الصحية لتثبت فشل الحكومة وتثني المواطنين عن العودة فالأوضاع بحسب خطابها اننا وصلنا مرحلة الانهيار الكامل لا دواء لا أجهزة لا رعاية أولية وانتشار الأوبئة لا يمكن السيطرة عليه الهدف هنا ليس فقط توصيف الواقع بل دفع المواطنين للبقاء خارج السودان وتأكيد أن عودتهم تعني المخاطرة بحياتهم وأسرهم وكأن بقاءهم في المنافي أسلم للوطن والمعارضة معاً.

هذا التناقض في الخطاب يعكس طبيعة الأزمة السياسية في السودان.

فالتهوين يهدف لإخفاء الفشل والتهويل يهدف لإدارة الأزمات عبر التخويف.

وبين التهوين والتهويل يقف المواطن السوداني كالمعتاد الضحية الحقيقية فالنازح او اللاجئ الذي يفكر في العودة لا يعرف أي خطاب يصدق هل يركن إلى تطمينات الحكومة أم إلى تحذيرات القحاتة.

الحل لا يكمن في اختيار خطاب التهوين أو التهويل بل في المصارحة الاعتراف بواقع المنظومة الصحية كما هو بضعفه وهشاشته مع تقديم رؤية واقعية للإصلاح.

فالمواطن السوداني الذي صمد في وجه الأزمات الاقتصادية والسياسية والصحية وماتزال الدولة في حالة حرب مع المليشيا هذا المواطن لا يحتاج إلى أوهام ولا إلى فزاعات يحتاج فقط إلى إدارة شفافة وأولويات واضحة واستثمار في الصحة باعتبارها أساساً للأمن القومي.

 

( ناشفة شديد )

الأوبئة في *نظر الحكومة* لا تعدو كونها زول اتعتر وقام اتنفض ومشى وزي الما حصل ليهو شي بينما في *نظر القحاتة* زي الزول جاهو هارت أتاك مع جلطة دماغية سوا وما حيقوم منها أبداً.

هو نفس المرض لكن بتشخيص سياسي على مقاس المصالح.

( قاطعة عامة )

علي قول النكتة كان اتكلمنا اتلومنا وكان سكتنا مدني بتغرق.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إنضم الآن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى