مقالات

خلاصة بيان مجلس الأمن والدفاع نعم ولا

حديث المدينة

الخرطوم  : ون كليك نيوز

 

كتب الأستاذ عثمان ميرغني تحت عنوان  (النقطة العمياء ).

 

ارتفعت درجة حرارة ترقُّب السودانيين أمس لنتائج اجتماعات مجلس الدفاع والأمن. كان السؤال الأساسي الذي يشغل بال الجميع: هل يعتمد المجلس الموافقة على مقترح الهدنة التي وضعتها مبادرة الرباعية الدولية على صدر بنودها؟

بعد انتظار، خرج الاجتماع ببيان تلاه السيد وزير الدفاع، خلاصته (نعم) و(لا)..

الباحثون عن موافقة على الهدنة وجدوها صريحة في عدم الرفض، بل في عدم ذكر كلمة «هدنة» على الإطلاق في البيان.

والباحثون عن رفض صريح للهدنة وجدوا تأويلاً مريحاً في أن إغفال ذكر الهدنة يعني رفضها.. وانتهت المباراة بالتعادل السلبي.. ويبدو أن تلك هي الفكرة التي قصدها بيان مجلس الدفاع والأمن: تعميم الرضا.. وتجنب السخط.

وبذلك يثبت العقل المركزي للدولة أنه يعمل على مبدأ «النقطة العمياء».. التي لا يستطيع الشعب أن يراها مهما حاول من كل الزوايا.أشبه بالنقطة العمياء التي لا يستطيع رؤيتها سائق السيارة إذا نظر في كل المرايا الأمامية والجانبية والخلفية.

نظرية «النقطة العمياء» Blind Spot التي تستخدمها الحكومة مبنية على وضع قضايا معينة في موقع لا يراها الشعب مهما حاول النظر حوله.. رغم أنها تؤثر عليه، بل قد تقرر مستقبله.

مع بداية انطلاق مبادرة الرباعية، مال الخطاب الحكومي إلى رفضها بمختلف الذرائع، ثم صدر بيان رئاسة الجمهورية المصرية بعد زيارة البرهان ليؤكد موافقته عليها خلال لقائه بالرئيس السيسي.

بيان إعلام مجلس السيادة تجاهل ذلك دون أن ينفي ما جاء في البيان المصري.

تصريحات متوالية من القيادات السودانية ترفض مبدأ المفاوضات والتسوية السياسية… ثم يكتشف السودانيون أن وفداً حكومياً سافر إلى واشنطن.. ثم تجتهد الوسائط الإعلامية لتثبت أنها مباحثات ثنائية مع الجانب الأمريكي.. ليأتي مسعود بولس، مستشار الرئيس ترامب، ليقطع بأنها مفاوضات غير مباشرة دون تسميتها بذلك.. نزولاً عند رغبة الحكومة في إطار نظرية «النقطة العمياء».

ما الهدف من هذا المنهج؟

هل خوفاً من الشعب السوداني أن يعرف، أم عليه ؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إنضم الآن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى