أبو وضاح يكتب : أنعم بطول سلامة يا نمس

ون كليك نيوز : الخرطوم
أبو وضاح يكتب دبوس..( انعم بطول سلامة يا نِمْسُ)….
في دولة جامايكا في أواخر القرن التاسع عشر انتشرت الفئران في المزارع بصورة كبيرة وخصوصا في مزارع قصب السكر….
فما كان من السلطات الا أن استجلبت اعداد من حيوان النمس الذي يتغذى على اصطياد الفئران والثعابين ، للسيطرة على أعداد الفئران التي كانت تتلف مزارع قصب السكر…..
في البداية، نجح النمس في تقليل أعداد الفئران، لكن سرعان ما تحول إلى اصطياد أنواع أخرى من الحيوانات المحلية مثل الطيور والزواحف والبرمائيات، مما أدى إلى اضطراب بيئي كبير وتدهور في التنوع البيولوجي للجزيرة……
للأسف، لم تتمكن جامايكا من القضاء على حيوانات النمس بشكل كامل بعد أن تسببت في أضرار بيئية جسيمة.
فبعد انتشارها وتكيفها مع البيئة، أصبح من الصعب جداً السيطرة على أعدادها، خاصة وأنها تتكاثر بسرعة وتتغذى على مجموعة واسعة من الفرائس……
على الرغم من عدم وجود حل جذري للقضاء على النمس في جامايكا على نطاق واسع، فقد اتخذت بعض الإجراءات للحد من تأثيره، خاصة لحماية الأنواع المحلية المهددة بالانقراض…..
وتشمل هذه الإجراءات:
* استخدام المصائد الحية لتقليل أعداد النمس في هذه المناطق الحساسة.
* استخدام الحواجز المحمية لإنشاء مناطق آمنة للأنواع المهددة.
* جمع صغار بعض الأنواع المهددة (مثل الإغوانا) وتربيتها في الأسر حتى تكبر وتصبح أقل عرضة لافتراس النمس قبل إطلاقها مرة أخرى في البرية.
* وفي ذات الوقت يجري البحث والدراسات لفهم سلوك النمس وتأثيره بشكل أفضل، وذلك لتطوير استراتيجيات مكافحة أكثر فعالية….
* وتعمل الدولة على زيادة الوعي العام حول المخاطر التي تشكلها الأنواع الغازية على البيئة المحلية.
بشكل عام، تعتبر السيطرة على الأنواع الغازية مثل النمس تحديًا كبيرًا، خاصة بعد أن تتأسس وتنتشر على نطاق واسع. لذلك يجب أن تتركز الجهود على الإدارة والتحكم في أعدادها وتقليل تأثيرها على التنوع البيولوجي، بدلاً من استئصالها بالكامل…..
*وفي بلدي بلد الخير والطيبة*
وجود قوات الحركات المسلحة في الخرطوم ورفضها الخروج من العاصمة يمثل تحديًا كبيرًا وله عواقب وخيمة على السودان على عدة مستويات وله تأثير أسوأ من تأثير النمس أعلاه….
* فوجود هذه القوات يغذي الصراع الدائر، حيث تصبح الخرطوم ساحة معركة مستمرة، مما يؤدي إلى تدمير البنية التحتية والممتلكات، وتصاعد أعداد الضحايا المدنيين.
* كذلك يؤدي انتشار الأسلحة والعناصر المسلحة غير المنضبطة إلى زيادة معدلات الجريمة والنهب والعنف ضد المدنيين، مما يخلق بيئة من الخوف والفوضى…..
* شلل الاقتصاد وتوقف الأنشطة الاقتصادية في العاصمة، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة وارتفاع معدلات الفقر، ويزيد من معاناة المواطنين.
* كذلك وجود القوات المسلحة غير الحكومية يعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، ويجعل من الصعب على المنظمات الإنسانية العمل بأمان……
ان رفض الحركات المسلحة لتعليمات الجيش يظهر ضعف سيطرة الدولة على أراضيها وقواتها، ويقلل من هيبة المؤسسة العسكرية كقوة موحدة ومنظمة.
وهذه الوضعية تزيد من تعقيد المشهد السياسي في السودان، حيث يصبح هناك العديد من الفاعلين المسلحين الذين يمتلكون نفوذًا على الأرض، مما يصعب تشكيل حكومة مدنية مستقرة وذات سيادة ناهيك عن حكومة الأمل التي كان يعشم فيها السيد رئيس الوزراء….
وغني عن القول أن استمرار التمرد وعصيان الأوامر سيؤدي حتما إلى تفكك البلاد أو دخولها في حرب أهلية شاملة، مع تزايد النزاعات القبلية والإقليمية….
إن اتفاق جوبا للسلام، الذي كان يهدف إلى دمج هذه القوات في الجيش، يواجه تحديات كبيرة بل اصبح اثرا بعد عين بسبب رفض بعض هذه الحركات الخروج من المدن وإعادة تموضعها في معسكرات التجميع ….
ان معالجة هذا الوضع يعتبر من المستحيلات بالنسبة لحكومة الجنرالات والكيزان ومن لف لفهم من فلول وموزاب ، بالنظر الى محدودية افكارهم وسوء طويتهم وخبث ايديولجيتهم والفكر العنصري الذي يميز سياساتهم والعجرفة الكذابة ونزعة الانتقام والرغبة في تدمير الآخر…..
والى أن يرعووا ويعوا ، انعم بطول سلامة يا نِمْسُ……
ثم السلام على الغبش المظلومين ولا سلام على القتلة والظالمين…..
📌ابووضاح📌