الخرطوم : ون كليك نيوز
كتب بدرالدين الباشا : ( الهلال في مواجهة التحدي الإفريقي الحقيقي.. دوري الأبطال لا يعترف بالصدف ) :
يجب أن نعي تماما أن جميع الأندية المتأهلة إلى دور الـ16 من دوري أبطال إفريقيا لم تصل إلى هذه المرحلة صدفة أو بضربة حظ، بل بجهد وعمل وتخطيطٍ واستحقاقٍ كامل. فالتأهل إلى هذا الدور يعني أنك من صفوة أندية القارة الإفريقية في الوقت الراهن، وأنك حجزت مكانك بين الكبار عن جدارة.
هذا الدور ليس مجرد محطة عابرة، بل مرحلة مفصلية تحدد ملامح الأبطال، وتمنح الأندية المتأهلة حوافز مالية ومعنوية ضخمة، فضلا عن تصنيف قوي يرفع من قيمة النادي قارّيا. لذلك، الاحترام مطلوب لكل المنافسين، لأن الجميع هنا جاء ليقاتل ويواصل طريق المجد.
وبالنظر إلى القرعة التي أوقعت الهلال في المجموعة الثالثة إلى جانب صن داونز الجنوب إفريقي، مولودية الجزائر، وسانت لوبوبو الكونغولي، يمكن القول إن المجموعة متوازنة، لكنها صعبة وتحتاج إلى إعداد خاص وتخطيط دقيق.
وفيما يختص بمميزات المجموعة بالنسبة للهلال، إنه يمتلك خبرة إفريقية واسعة اكتسبها من مشاركاته المتكررة، وهذه ميزة مهمة تمنحه أفضلية نسبية في التعامل مع أجواء المنافسة.
والفريق إذا استعد بدنيا وذهنيا وتكتيكيا كما يجب، فبإمكانه أن يحقق نتائج إيجابية ويضع قدمه بثقة في المراحل المتقدمة.أما التحديات التي تواجه الهلال، فإن جميع الفرق في المجموعة قوية ومتمرسة، ولها تاريخ مشرف في البطولات الإفريقية، مما يجعل كل مباراة بمثابة نهائي مبكر.
كرة القدم لا تعترف بالأسماء ولا بالتاريخ، بل بالعطاء داخل الملعب، لذلك يجب على الهلال أن يقاتل في كل دقيقة وأن يكون مستعدا لكل الاحتمالات.
القرعة ليست سهلة، ولكنها ليست مستحيلة. الهلال يملك كل المقومات ليكون نِدا حقيقيا لأي خصم، شريطة أن تكون الاستعدادات في مستوى الطموح والتحدي.
وسيبدأ الهلال مشواره القاري بإذن الله تعالى يومي 21 أو 23 نوفمبر بمواجهة نارية أمام مولودية الجزائر، في لقاء يحمل طابعًا ثأريا بعد أن كان الهلال قد تفوق على المولودية الموسم الماضي في أرضهم وأمام جماهيرهم.
المولودية هذه المرة سيسعى للرد، خاصة وأن المباراة على أرضه، ما يعني أن الهلال أمام امتحان صعب وملحمة كروية منتظرة.
الهلال أمام فرصة ذهبية ليؤكد أنه ليس مجرد مشارك، بل منافس على اللقب. المطلوب فقط الجدية، الانضباط، والتحضير الذهني والبدني الكامل، فطريق الأبطال لا يسلكه إلا من يستحق.
